الأربعاء، أبريل 11، 2012

عودة البيانات الرئيسية على الساحة الأمريكية لجلسة منتصف الأسبوع

بعد أن انقضى عيد الفصح عزيزي القارئ جاء الاقتصاد الأمريكي أمس خالياً من البيانات الرئيسية الصادرة، ليعود اليوم إلى الإفصاح عن بيانات جديد، ذلك بالتزامن مع اقتراب موسم الإعلان عن نتائج الشركات الأمريكية الخاصة بالربع الاول من هذا العام، واضعين بعين الاعتبار ان بيانات اليوم تقتصر على تقرير أسعار الواردات لشهر آذار/ مارس الماضي بالإضافة إلى التقرير الأسبوعي لمخزونات النفط الخام، وفي وقت لاحق سيصدر كل من تقرير كتاب بيج وتقرير ميزانية الخزينة الأمريكية.
بداية تشير التوقعات بارتفاع أسعار الورادات خلال شهر آذار/ مارس بنسبة 0.9% مقارنة بالارتفاع السابق الذي بلغ 0.4% وذلك على الصعيد الشهري، أما على الصعيد السنوي فمن المحتمل أن تكون الأسعار قد ارتفعت خلال آذار بنسبة 3.4% أي بأدنى من القراءة السابقة التي بلغت 5.5%، هذا مع العلم أن ذلك المؤشر يتتبّع التغيرات في الأسعار المدفوعة للسلع المستوردة للولايات المتحدة الأمريكية كما وأنه يرتبط بالميزان التجاري الأمريكي.
وبمجرّد تطرّقنا إلى الميزان التجاري الأمريكي يجب الإشارة إلى ان الصادرات الأمريكية تأثرت كثيراً خلال الآونة الأخيرة، حيث أن ارتفاع قيمة الدولار أمام العملات الرئيسية الأخرى أضر بمستويات الطلب على البضائع المحلية، وبالتالي توجه الأمريكيون إلى البضائع الأجنبية التي بدت منافسة للمحلية، وهذا ما انعكس على مستويات الطلب على الواردات مما رفع من سعرها خلال شهر آذار/ مارس.
الاقتصاد الأمريكي يسير على خطى التعافي عزيزي القارئ ولكن ضمن وتيرة "معتدلة وتدريجية"، إلا أنه يبقى أفضل من اقتصاد القارة العجوز حيث أن معظم اقتصاديات منطقة اليورو وقعت في دائرة الإنكماش خلال الربع الرابع من العام الماضي، وبالتالي فإن الأوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة تعتبر أفضل نسبياً مع بقاء تأثر الاقتصاد الأكبر في العالم من تداعيات أزمة المديونية الأوروبية التي عادت بقوة خلال الأيام القليلة الماضية بتسليط الأضواء على اسبانيا التي قد تسير على خطى اليونان.
في وقت لاحق اليوم سيصدر عن الفدرالي الأمريكي تقرير كتاب بيج، ذلك التقرير الذي يعطي نظرة أعضاء البنوك الفدرالي في اثنى عشر مقاطعة أمريكية ويأتي فيه مسح وتلخيص الأوضاع الاقتصادية منذ انقضاء محضر اجتماع اللجنة الفدرالية المفتوحة، واضعين بعين الاعتبار بأن هذا التقرير ليس له وزن مثل البيانات الأخرى، ولكنه يبقى مؤشراً تجتمع في صنع القرارات لدعم الاقتصاد من قبل الجهات المسؤولة عن ذلك، ولذلك فإن التقرير لا يعتبر من البيانات المحركة للأسواق بشكل كبير، حيث أن التقرير يحتوي على مؤشرات ونتائج متأخرة ومعظمها معلوم مسبقاً.

برنانكي يحثّ على تعزيز موارد القطاعات المصرفية العالمية خاصة الأوروبي منها


تقدم السيد برنانكي رئيس الفدرالي الأمريكي مساء أمس بمخاطبة القطاعات المصرفية لكبرى اقتصاديات العالم، خاصة الأوروبية منها، وذلك في مؤتمر عقده في أطلنطا بعنوان الاستقرار المالي، حيث دعا برنانكي البنوك بشكل خاص والقطاعات المصرفية بأن يرفعوا حجم رؤوس أموالها لضمان استقرار وأمان النظام المالي العالمي.
كما وأشاد من ناحيته ما أشار به معهد التمويل الدولي أمس، حيث أشار المعهد إلى أن صندوق النقد الدولي بحاجة إلى تعزيز مصادره الاقتراضية للمساعدة في ضمان استقرار الاقتصاد العالمي و عدم السماح للعوامل التي تحاول زعزعة الاقتصاد بالنجاح، حيث لا يزال مبهماً ما يرمي له الصندوق لقيمة توسيع موارده المالية.
ويذكر أن برنانكي كان قد تطرّق إلى موضوع أوروبا لأكثر من مرة، وذلك لأهمية الأوضاع في أوروبا وانعكاس مستويات الثقة على الأنشطة الاقتصادية بشكل خاص وعلى تعافي الاقتصاد العالمي بشكل عام، حيث كان قد أشار مسبقاً بأنه يتحتّم على أوروبا تعزيز موارد قطاعها المصرفي الذي لا يزال على حد وصفه "ضعيف" وذلك على الرغم من تراجع حدّة الضغوطات التي تقع على عاتقها.
وبالإضافة إلى ذلك وضّح برنانكي بأن أوروبا تمتلك من رؤوس أموال الولايات المتحدة ما نسبته 35% وذلك وفقاً لإحصائيات شهر شباط/ فبراير الماضي، مشيراً بأن هذه المصادر لا تزال ضعيفة بتأثير من القطاعات المصرفية الأوروبية ويجب تعزيزها.