تتجه أعين المستثمرين حول العالم اليوم الثلاثاء نحو الولايات المتحدة الأمريكية، في ترقب واضح لبيانات اليوم، والمتمثلة في قرار اللجنة الفدرالية المفتوحة التابعة للبنك الفدرالي الأمريكي الخاص بأسعار الفائدة وتقرير مبيعات التجزئة، وقد ارتفع مؤشر الداو جونز الصناعي في تعاملاته الآجلة ليصل إلى 13040 نقطة،
ولا بد لنا من الإشارة إلى أن مؤشرات الأسهم الأمريكية ارتفعت في تعاملاتها الآجلة اليوم قبيل افتتاح الجلسة الأمريكية، إذ يتوقع المستثمرون نمو مبيعات التجزئة الأمريكية وبحسب بيانات اليوم بأعلى وتيرة لها منذ خمسة أشهر، وذلك في قراءة شهر شباط/فبراير، في حين من المتوقع أن تقوم اللجنة الفدرالية المفتوحة بتثبيت أسعار الفائدة الرئيسية عند مستوياتها المتدنية التاريخية الحالي بين 0.00 و 0.25 بالمئة.
وقد أغلقت الأسهم الأمريكية يوم أمس بتأرجح واضح، في حين ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل عشرة أعوام اليوم بواقع 0.014 بالمئة وذلك في ظل ترقب الأسواق لما سيسفر عنه اجتماع اللجنة الفدرالية المفتوحة، مع العلم بأن يوم الأمس لم يشهد صدور أية بيانات عن الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك فإن تقرير الوظائف والذي صدر عن وزارة العمل الأمريكية يوم الجمعة لا يزال يسيطر على أذهان المستثمرين في الولايات المتحدة إلى جانب آخر مستجدات الأوضاع في أوروبا، علماً بأن تقرير الوظائف أشار إلى أن الاقتصاد الأمريكي نجح في خلق 227 ألف وظيفة جديدة خلال شهر شباط/فبراير.
هذا وقد استقرت عائدات سندات الخزينة الأمريكية لأجل عامين خلال ساعات مبكرة من تداولات اليوم، عقب ارتفاع الدولار الأمريكي وسط إقدام المستثمرين المستثمرين على تقليص مراكزهم المدينة في ظل ترقبهم لاجتماع اللجنة الفدرالية المفتوحة بخصوص أسعار
الفائدة، مع ابتعادهم عن المخاطرة والعملات ذات العائد المرتفع، عقب إغلاق الأسهم الآسيوية في المناطق الخضراء، إذ تتجه أنظار هؤلاء المستثمرين في مثل هذه الحالات إلى البنك الفدرالي الأمريكي بحثاً عن أية مؤشرات بشأن أسعار الفائدة وإمكانية رفع أسعار الفائدة الرئيسية خلال الفترة المقبلة، أو حتى تيسير السياسات النقدية، لذا فأنظار المستثمرين حول العالم متجه اليوم نحو اجتماع اللجنة الفدرالية المفتوحة والتابعة للبنك الفدرالي الأمريكي، حيث سيصدر البيان المصاحب لقرار الإعلان عن أسعار الفائدة اليوم في تمام الساعة 18:15 بتوقيت غرينيتش، وأنظار المستثمرين لن تنتظر تناول المحضر لجملة واحدة هذه المرة، وهي: "أسعار فائدة منخفضة لفترة أطول من الزمن"، وذلك بسبب توقعات تفيد بأن الفدرالي الأمريكي هذه المرة سيتناول موضوع تيسيير سياساته النقدية لدعم النمو الاقتصادي في البلاد.
وقد تناول البنك الفدرالي الأمريكي في أكثر من مناسبة الإبقاء على أسعار الفائدة الرئيسية دون تغيير عند مستويات متدنية لضمان الاستقرار الاقتصادي وتحقيق النمو من خلال الإبقاء على تكاليف الإقراض عند مستويات متدنية، مما يساعد المستهلكين والشركات في الولايات المتحدة الأمريكية على توسيع معدلات إنفاقهم، نظراً لاعتماد عجلة النمو في الولايات المتحدة الأمريكية على الإنفاق بشكل كبير، مع الإشارة إلى أن الأوضاع الاقتصادية شهدت تحسناً أواخر العام الماضي ومطلع العام الجاري وفي شتى أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن الضعف عاد ليتصدر المشهد في كافة قطاعات الاقتصاد الأمريكي، بسبب ارتفاع معدلات البطالة في البلاد وتشديد شروط الائتمان، حيث عملت ولا زالت تعمل تلك العوامل على تدمير الأنشطة الاقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية، لذا فمن المرجح أن يبقي البنك الفدرالي الأمريكي على أسعار الفائدة ضمن معدلاتها الحالية المتدنية عند 0.00% - 0.25%.
وتشير التوقعات والتكهنات بأن البنك الفدرالي الأمريكي سيقوم بتسهيل سياساته النقدية في مسعى منه لدعم عجلة النمو الاقتصادي في البلاد، كما وتؤكد تلك التوقعات عينها على أن الفدرالي الأمريكي سيقوم بإجراءات جوهرية الليلة لدعم عجلة النمو المتعثرة في البلاد، الأمر الذي شهدناه مؤخراً في كافة قطاعات الاقتصاد الأمريكي، حيث أعلن رئيس البنك الفدرالي الأمريكي بن برنانكي في شهادته الأخيرة أمام الكونغرس بأن البنك الفدرالي الأمريكي يراقب البيانات الاقتصادية الصادرة عن الولايات المتحدة عن كثب، لمعرفة مدى احتياج الاقتصاد الأمريكي لخطط تحفيزية جديدة، في الوقت الذي أكد فيه برنانكي على أن خيار إقرار جولة ثالثة من التخفيف الكمي لا يزال على الطاولة، علماً بأن الاقتصاد الأمريكي نما بنسبة 3.0 بالمئة في الربع الرابع من العام الماضي، في حين تبدو الأوضاع في الربع الأول أسوأ من ذلك بكثير.