على الرغم من أن السويد كانت أول دولة أوروبية أدخلت الأوراق النقدية في التداول عام 1661، الآن النقود الفعلية نادرا ما تستخدم، لذا فإن المسؤولون قد يكونوا في طريقهم للتخلص منها، ورد في تقرير للأسوشيتد برس.
في بلد تهيمن عليه التكنولوجيا، الأوراق و القطع النقدية لم تعد جذابة للأفراد و الشركات، إذ تمثل 3% فقط من الاقتصاد السويدي مقارنة بـ 9% في منطقة اليورو و 7% في الولايات المتحدة.
"لا أستطيع أن أرى لماذا ينبغي علينا أن نطبع الأوراق النقدية بعد الآن"، صرح بيورن ألفيس، العضو السابق في فرقة الغناء ABBA و المؤيد لعالم خال من النقود.
وفقا لتقرير تكنولوجيا المعلومات العالمي الذي صدر في كانون الثاني في المنتدى الاقتصادي العالمي، تتصدر السويد و للعام الثاني على التوالي قائمة الاقتصاد الرقمي.
أغلب المدن السويدية لم تعد تستخدم الأوراق النقدية، بينما هنالك عدد متزايد من الشركات التي لم تعد تقبل إلا بطاقات الإئتمان. ففي المواصلات العامة الحافلات لم تعد تقبل النقد، و بعض مكاتب البنوك لم تعد تتعامل مع الأوراق المالية الفعلية، بينما بعض دور العبادة وضعت صرافات لم يريد التبرع بالنقود.
"توجد مدن أينما من المستحيل الدخول إلى بنك و استخدام النقود"، تذمر كيرت بيرسون، رئيس منظمة السويد الوطنية للمتقاعدين.
و بينما كبار السن في المناطق الريفية اللذين لا يمتلكون بطاقات إئتمان أو لا يعرفون استخدامها يواجهون مشاكل بسبب تراجع السيولة و الأوراق النقدية، إلا أن المسؤولون يقولون أن تحول الاقتصاد إلى واحد إليكتروني بدأ يظهر أثر ايجابي على إحصاءات الجرائم.
في 2008 عدد عمليات السطو على البنوك في السويد وصل إلى 110، أما في 2011 فقد تراجع إلى 16 و هو أدنى مستوى منذ بدء حفظ السجلان قبل 30 عاما. هذا و تراجعت أيضا عمليات السطو في وسائل النقل، وفقا لجمعية المصرفيين السويدية.
بيورن ألفيس أصبح مدافعا عن عالم خال من النقود و مؤيدا للاقتصاد الإليكتروني بعد أن تعرض ابنه للسرقة ثلاثة مرات.
لكن جانب السلبي لمثل هذا التغيير أنه سيزيد من مخاطر جرائم الإنترنت. إذ حسب المجلس الوطني السويدي لمنع الجرائم "عدد حالات جرائم الإنترنت ارتفع إلى 20,000 في 2011 مقابل 3304 في عام 2000".ecpulse"